حصيلة صحارى: المياه والزراعة – نسخة خاصة باليوم العالمي للمياه

الماء هو عصب الحياة ومصدرها.

فقد استقر الإنسان البدائي منذ فجر التاريخ حيثما توافرت مصادر المياه، وتطورت الزراعة وبُنيَت المدن حولها. ومع ذلك، فإن المياه في الوقت الحاضر تشكل تهديدًا وشيكًا لمستقبل الأمن الغذائي، حيث من المتوقع أن تتفاقم مشكلة ندرة المياه في أكثر من 80٪ من الأراضي الزراعية في العالم بحلول عام 2050.

ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تشكِّل ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تهديدًا حقيقيًا لتلك المناطق بوجه عام، ولمصر بوجه خاص. إذ تستهلك 80٪ من مياه المنطقة في الزراعة، وهو ما يزيد بنسبة 10٪ عن باقي دول العالم.  بينما تمثل المياه العذبة في المنطقة 1.4٪ فقط، لذلك أصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن أكثر مناطق العالم معاناة من ندرة المياه. وتمثل المنطقة حاليًا 6.3٪ من السكان العالم وما زالت تشهد نمواً سكانياً سريعًا يزيد من عبء الطلب على المياه في المستقبل. فمشكلة ندرة المياه مشكلة عالمية تواجه 40٪ من سكان العالم، وتمثل خطر على الأطفال إذ يعيش حوالي 90٪ من أطفال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص في مناطق تعاني من الفقر المائي الشديد.

دور الممارسات الزراعية

وفقًا للبنك الدولي أدى التغيُّر في المناخ والتحوُّلات في أنماط الأمطار، إلى توجه العديد من المزارعين نحو سدِّ احتياجاتهم المائية من آبار المياه الجوفية الطبيعية التي لا تتجدد بسرعة، مما يتحتم معه تفاقم مشكلة ندرة المياه في المستقبل. ورغم أنه لا يمكن عمل الكثير حيال زيادة كمية المياه المتوفرة، فإنه يمكن للتقنيات الحديثة مساعدة المزارعين على ترشيد استخدامها. فالتركيز على التقنيات المستدامة، وطرق الري الأكثر ترشيدًا، وإدخال التقنيات الزراعية والتحول الرقمي ما هي إلا بعض الطرق المختلفة لتحقيق الأمن المائي. وفي مصر، أصبح الانتقال من نظام الري التقليدي بالغمر إلى تقنيات الري الحديثة مثل أنظمة الري بالتنقيط والرش ضرورة لزيادة كفاءة الممارسات الزراعية وتقليل العبء على الموارد المائية المتناقصة.

الجهود المصرية في مجالات المياه والزراعة

خطت مصر، في السنوات القليلة الماضية، خطوات قوية في مجال معالجة المياه كأحد وسائل مواجهة مشكلة ندرة المياه وتعزيز الزراعة في الوقت نفسه وتضمنت هذه الوسائل 3 توجهات بشكل رئيسي كالتالي.

مشروعات معالجة المياه:

في عام 2021، افتتحت محطة معالجة مياه الصرف الصحي في بحر البقر في بورسعيد، وجاري حاليًّا إنشاء محطة معالجة ثانية أكبر في مدينة الحمام. إذ حوَّلت هذه المحطات المياه شديدة الملوحة ومياه الصرف إلى فرصة للتنمية. وقد تم تصميم محطة الحمام لمعالجة مياه مزارع شمال الدلتا واستخدامها في خدمة مزارع جديدة في غرب الدلتا بمساحة 500.000 فدان، بينما تعد محطة الجبل الأصفر واحدة من أكبر محطات المعالجة في الشرق الأوسط. إذ تعالج نحو 2.5 مليون متر مكعب يوميًّا وتشتمل على مزرعة تجريبية تبلغ مساحتها 300 فدان يتم ريِّها بمياه المعالجة مع إجراء اختبارات أولية على المحاصيل مثل: الليمون والزيتون والحمضيات والبقان والقحطة (أو ما يسمى جوز بربادوس).

المشروعات الخضراء: محور علاقة المياه بالطاقة والغذاء:

لا تعتبر المياه مهمّة فقط للزراعة والأمن الغذائي، وإنما ترتبط أيضًا بالطاقة، مما يعرف بمصطلح محور علاقة المياه والطاقة والغذاء. فدورة المياه تحتاج إلى الكثير من الطاقة، وإنتاج الطاقة يحتاج إلى الكثير من المياه. وما مشروعات محطات معالجة المياه المذكورة أعلاه إلَّا مجرد أحد طرق تحقيق المزيد من الأمن المائي، وللحفاظ على طبيعة الارتباط بين تلك الركائز الثلاثة المتشابكة، أطلقت مصر المنصة الوطنية للربط بين أمن المياه والغذاء والطاقة (برنامج نُوَفي)، والتي تهدف إلى البحث عن الحلول وتوظيف إطار شامل لتعزيز التحول الأخضر في القطاعات الثلاثة المتشابكة: الماء والغذاء والطاقة.

مشروع تبطين الترع:

شرعت مصر في مشروع لإعادة تأهيل 20 ألف كيلومتر من الترع (قنوات المياه). ويهدف هذا إلى تعزيز إدارة المياه وإيصال المياه النظيفة إلى الأراضي الزراعية عن طريق تقليل تسرب المياه من الأرض أو استهلاك الأعشاب المائية لها بالإضافة إلى الحد من التلوث. لا تزال الآثار طويلة المدى غير مؤكدة لأن منع تسرب المياه يعني أن مستويات المياه الجوفية قد تتأثر ، لذلك فمن غير المؤكد كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الزراعة والوصول إلى المياه والنظام البيئي في المستقبل. ومع ذلك ، أظهر تقرير فني لمبادرة حوض النيل NBI أن قنوات الري المبطنة والمدفونة كانت بالفعل أكثر كفاءة من القنوات التقليدية في جميع أنواع الري.


الجهود الإقليمية

قامت دول مجلس التعاون الخليجي (البحرين، الكويت، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة) بوضع استراتيجية موحدة للمياه، بإنفاق مشترك ومخطط له، والاستثمار في البنية التحتية لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحلية المياه بمتوسط يبلغ قيمته 5.21 مليار دولار سنويًّا. تهدف هذه الخطة إلى زيادة نسبة إعادة استخدام المياه إلى 90٪ وزيادة شبكات تجميع مياه الصرف الصحي إلى 60٪ بحلول عام 2030.

تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيتها الخاصة كذلك بالأمن المائي 2036 بهدف تقليل الطلب على المياه بنسبة 21٪ ، وزيادة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95٪ لأنها تشكل ركيزة أساسية لمستقبل آمن. ومن المتوقع زيادة الاستثمار في قطاع تحلية المياه في البلاد بحوالي 2.08 مليار دولار أمريكي.

بينما في المملكة العربية السعودية من المتوقع أن تصل طاقة تحلية المياه إلى 7.5 مليون متر مكعب يوميا بحلول عام 2027. كما امتدت الجهود السعودية من تحلية المياه إلى معالجة المياه حيث تعتبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي (المدينة المنورة 3 وبريدة 2 وتبوك 2) ثلاث أمثلة لمحطات المعالجة التي ستوجِّه 95٪ من إنتاجها لتعزيز الاستخدام الزراعي، الأمر الذي يؤكد على الصلة الوثيقة بين الأمن المائي والغذائي جنبًا إلى جنب مع الزراعة.

وخارج دول مجلس التعاون الخليجي ، دولة إقليمية أخرى يضيف الاستخدام غير الفعال للمياه في الزراعة إلى تحدياتها المائية وهي تركيا. بلد يعاني بالفعل من إجهاد مائي بسبب انخفاض مستوى هطول الأمطار السنوية ومعدلات إشغال السدود ، مما يدفعها إلى حافة الجفاف أحياناً، حيث شهدت تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية وحدها أدنى مستويات هطول الأمطار لها في آخر 63 عامًا.

سد Alibey ، ممتلئ ، اسطنبول ، تركيا

سد Alibeyköy عند انحسار المياه ، اسطنبول ، تركيا ، 2017

لذلك توسعت خطة التنمية في تركيا في عام 2023 لتشمل إعادة استخدام المياه كإجراء مهم في مواجهة ندرة المياه. حيث تتمسك الدولة بهدف زيادة إعادة استخدام مياه الصرف إلى 5٪ بحلول نهاية العام. يمكن استخدام المياه المعالجة لتغذية المياه الجوفية بالإضافة إلى الاستخدام الصناعي. في حين أن الزراعة قد تحتاج إلى اتخاذ المزيد من التدابير بسبب التأثير الإضافي لتغير المناخ وتلك التدابير قد تتضمن الاعتماد على المحاصيل المقاومة للجفاف وتغيير تناوب المحاصيل وفقا للمواسم الأكثر تضررا من الجفاف.

 

وبالتالي، أصبحت البرامج الإقليمية والمحلية لأمن المياه ضرورية بشكل ملحّ لضمان تحقيق الدول لأمن الغذاء والمياه والطاقة، وحماية الاستقرار الاقتصادي واستدامة الموارد لمواطنيها.

لا يزال الماء أهم مورد للحياة، ونأمل أن يؤدي تقليل الاعتماد على المياه العذبة المحدودة، إلى مستقبل آمن للمياه والغذاء والطاقة لأعداد السكان المتزايدة في السنوات المقبلة.

To value water, saying “Water is Life” is not effective.

For decades, governments, scientists, and policy makers have been using “Water is Life” for the public to justify why it is necessary to manage water and address its increasing scarcity. But this is getting boring, and by such ineffective.

Us as a global society first, Egyptian society second are in need for a major behavioural change when it comes to water and our relationship with and how we value it. Typically, the way this is addressed is through awareness raising approaches which we see many of in the Egyptian development ecosystem.

Awareness raising approaches have been widely used in the last decades as a solution to individual and household excessive water use to inform water users of the consequences of wasting water and using it without moderation around the world. 

However, with water scarcity increasingly becoming a global threat to humans and industries alike, research started questioning the extent of effectiveness of awareness raising interventions in contributing to lower water consumption and mitigation of water scarcity. The most relevant finding was that targeting the awareness of the public about the issues of water insecurity does not lead to sustainable water conservation behaviour. For human beings to realise they need to change their behaviour, they need to connect to the point of attention (water) on a deeper level of need and connection.

Psychology researchers have found that when we tell a group of people to remember the first memory they have seen and experienced water, beautiful stories unveil. Asking farmers of their first memory of water could include a memory of their grandfather washing his hands in the running water while irrigating his land, with the fruits of his field colouring the area. For civilians, water could remind them of their mothers, because water keeps coming with life, no matter what. 

Valuing water is a long term goal that requires generations to pass the torch to the next. And to have a better water future, we must understand that saying “Water is Life” is not really triggering the response needed for sustainable behavioural change in water use.

One of the ways water could be more valued for farmers is through understanding where every droplet of water goes, through remote sensing technology that could estimate the actual evapotranspiration from cultivated land. FAO’s WaPOR is a database that offers this information to aid in calculating water and land productivity for agricultural lands to aid in policy making of large areas of lands that could be difficult for on-ground investigations; just like with a large country like Egypt.

This technology along side genuine curiosity of social dynamics and power relations, water management could improve with time. But this requires in depth data and social research to be able to come up with up-to-date real time data for farmers to be informed in their daily agricultural decisions in a way that does not adversely affect local conditions and established social structures.

For more information on FAO’s WaPOR : https://wapor.apps.fao.org/home/WAPOR_2/1.

للمزيد من المحتوى عن اليوم العالمي للمياه: شاهد الفيديوهات التالية